https://www.traditionrolex.com/8


بايدن يلجأ لـ"تيك توك".. مغازلة للشّباب أم مكايدة لترامب؟


On 13 February, 2024
Published By Karim Haddad
بايدن يلجأ لـ"تيك توك".. مغازلة للشّباب أم مكايدة لترامب؟

رغم الانتقادت الأميركية الحادة لمنصة "تيك توك" للتواصل الاجتماعي، والتي بلغت أشدها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بداعي حماية الأمن القومي الأميركي، واستمرت أصداؤها في ولاية الرئيس الحالي جو بايدن، أطلق الأخير حساباً له على منصة "تيك توك" الاجتماعية الأحد بتسجيل مصوّر مدته 26 ثانية... لتثير الخطوة جدلاً واسعاً في المجتمع الأميركي، بين كونها محاولة "براغماتية" لبلوغ عدد أكبر من الناخبين، أو "مكايدة سياسية" بين الرئيس الحالي وسلفه في البيت الأبيض الذي يمثل أهم منافس محتمل في الانتخابات المقبلة.

وتدشين حساب للحملة على "تيك توك" كان لافتاً، لأن التطبيق، المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية العملاقة للتكنولوجيا، يخضع للمراجعة في الولايات المتحدة بسبب مخاوف محتملة تتعلق بالأمن القومي. ويطالب بعض المشرعين الأميركيين منذ فترة طويلة بحظر التطبيق بسبب مخاوف من احتمال وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين أو التأثير في ما يرونه على التطبيق. وفي العام الماضي، أمرت إدارة بايدن نفسها الوكالات الحكومية بحذف تطبيق "تيك توك" من الهواتف والأجهزة المملوكة للحكومة الاتحادية.

وتعد خطوة تدشين حساب لبايدن ونشر تسجيل أحدث خطوة في حملة المرشح الديموقراطي، الذي يواجه أوقاتاً صعبة خلال الأسابيع الأخيرة تتصل بالأساس بحالته الذهنية، وارتكابه العديد من الهفوات والزلات اللسانية، لدرجة أن بعضاً من مؤيديه الحزبيين صاروا يتساءلون عن مدى صلاحيته لتولي فترة رئاسية جديدة.

وفي تسجيل نُشر على حساب حملة بايدن @bidenhq، مساء الأحد، تطرّق الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً إلى مواضيع تراوحت بين السياسة والدوري الوطني لكرة القدم الأميركية.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان يفضّل مباريات "سوبر بول" نفسها أو العرض الذي يتخلل المباراة بعد نهاية الشوط الأول، اختار بايدن المباراة. ولدى سؤاله عن وجود خطة سريّة للتلاعب بنتيجة المباراة، لتستغل تايلور سويفت التي تواعد لاعب "كنساس سيتي تشيفس" ترافيس كيلسي شهرتها لدعم بايدن، يسخر الرئيس من الفكرة التي يعتبرها البعض نظرية مؤامرة يمينية... ويقول "سأكون في ورطة إذا أخبرتكم".

ومع اقتراب موعد الانتخابات، توفر المنصة نافذة إلى الناخبين الأصغر سناً. واختُتم تسجيل الأحد بسؤال للرئيس عن مرشحه المفضل: هو أم الجمهوري دونالد ترامب، ليرد ضاحكا "هل هذه مزحة؟ بايدن".

و"تيك توك" مملوكة لشركة "بايت دانس" الصينية، واتّهمتها شريحة واسعة من السياسيين الأميركيين بأنها أداة دعائية تستخدمها بكين، وهو أمر تنفيه الشركة بشدّة. وأكدت الشركة المالكة للتطبيق أنها لن تشارك بيانات المستخدمين الأميركيين مع الحكومة الصينية، وأنها اتخذت إجراءات جوهرية لحماية خصوصية مستخدمي "تيك توك".

وحظرت ولايات عدة والحكومة الفدرالية التطبيق على أجهزة الحكومة الرسمية، مشيرة إلى مخاوف أمنية مرتبطة بها. وفي مونتانا، عطل قاض قبل فترة قصيرة مسعى حكومة الولاية لحظر التطبيق بالكامل. ورغم توجّس واشنطن من المنصة، لا يبدو أن ثمة مساعي فدرالية إضافية حالياً لحظرها أو الحد من استخدامها.

وقال المحامي المعني بالحريات المدنية ديفيد غرين لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية: "يبدو حالياً أنه يتم الترويج لفكرة الحظر من أجل تسجيل نقاط سياسية، وليس في إطار جهود جديّة لوضع تشريع في هذا الصدد".

كل الطرق مشروعة

وقال مستشارو حملة بايدن في بيان إنهم "سيواصلون لقاء الناخبين أينما كانوا"، بما يشمل تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل "إنستغرام"، وحتى "تروث سوشيال" المملوكة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وذكر مسؤول في الحملة أنها تتخذ "إجراءات احترازية متقدمة بشأن سلامة" أجهزتها وأن وجودها على "تيك توك" منفصل عن المراجعة الأمنية المستمرة للتطبيق. ويقدر عدد مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة بنحو 150 مليون حساب.

ولا يملك ترامب، المنافس الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، حساباً رسمياً على "تيك توك". ويرى بعض المراقبين أن تلك الخطوة ربما تعد ميزة إضافية لبايدن، خاصة لمخاطبة الشرائح الأصغر سناً، فيما يراها آخرون بمثابة "نكاية سياسية" لترامب.

 

شبح ترامب

وتعد المخاوف الصينية من عودة ترامب مبررة، فرغم أن الأخير لم يصل بعد إلى البيت الأبيض، وهو لا يزال يخوض الانتخابات الرئاسية في إطارها التمهيدي، إلا أنه لم يتوانَ عن التهديد بفرض تعريفات جمركية على السلع الصينية، بقيمة تزيد عن 60 بالمئة في حال فوزه مجدداً بالرئاسة.

وكان صيف عام 2020 عصيباً لـ"تيك توك"، بعدما أصدر ترامب أمراً تنفيذياً بحظر التطبيق داخل أميركا، وأمرت إدارته "بايت دانس" ببيع أعمالها في الولايات المتحدة لشركة محلية إذا ما أرادت استمرار عمل التطبيق هناك.

وبعد مفاوضات جدية وشاقة مع "أوراكل" وتحالف بقيادة "مايكروسوفت"، كان فوز بايدن بمثابة "طوف الإنقاذ" من المصير القهري لـ"بايت دانس"، حيث وقع الأخير أمراً تنفيذياً في 2021، ألغى بموجبه أمر ترامب، داعياً إلى مراجعة أوسع نطاقاً وأكثر تعمقاً وتعقلاً لكل تطبيقات التكنولوجيا العاملة في البلاد والمملوكة لغير الأميركيين.

وفي الوقت ذاته، حاول "تيك توك" بث الطمأنينة في قلوب المشرعين الأميركيين، من خلال "ضمانات فنية" وخطوات "إعادة هيكلة"، مع إتمام نقل بيانات المستخدمين الأميركيين إلى خوادم شركة "أوراكل" في الولايات المتحدة في منتصف عام 2022، بما يضمن عدم إمكانية وصول الشركة الصينية الأم لتلك البيانات.

ورغم كل تلك الخطوات، إلا أن الرئيس بايدن قام في نهاية عام 2022 بتوقيع تشريع يحظر تيك توك على كافة أجهزة العاملين بالحكومة الفيدارلية بالولايات المتحدة.

 

المصدر: "النهار العربي"






إقرأ أيضاً

شولتس: تصريحات ترامب عن الناتو خطيرة وغير مسؤولة
حرب أوكرانيا... لا تسوية في الأفق مع وجود روسيا في موقع القوة

https://www.traditionrolex.com/8