نيسان تستثمر لتسريع إنتاج السيارات الكهربائية في المملكة ‏المتحدة

أعلنت شركة نيسان اليابانية العملاقة لصناعة السيارات ‏الجمعة أنها ستستثمر ما يصل إلى 2 مليار جنيه استرليني ‏‏(2,5 مليار دولار) في تصنيع السيارات الكهربائية في ‏المملكة المتحدة في شمال شرق إنكلترا، مع ترويج الحكومة ‏لذلك كدليل على الثقة في هذا القطاع.‏

وقالت نيسان إنها ستنتج نماذج كهربائية من سيارتيها الأكثر ‏مبيعًا، جوك وكاشكاي، في منشأتها في سندرلاند، وهو أكبر ‏مصنع لها في أوروبا، تماشيا مع خطط المملكة المتحدة ‏للتخلي عن مركبات الوقود الأحفوري الملوثة.‏

وأضافت في بيان أنها ستستثمر 1,12 مليار جنيه إسترليني ‏في العمليات في المملكة المتحدة وسلسلة التوريد الأوسع ‏للبحث والتطوير وتصنيع الطرازين الجديدين.‏

وستقوم نيسان أيضا بضخ الأموال في مشاريع البنية التحتية ‏وسلسلة التوريد، بما في ذلك إنشاء مصنع آخر لبطاريات ‏السيارات الكهربائية، ليصل إجمالي الاستثمار إلى 2 مليار ‏جنيه إسترليني.‏

وسيدعم هذا الإعلان قوتها العاملة في المملكة المتحدة التي ‏تضم 7000 موظف و30000 وظيفة في سلسلة التوريد ‏الأوسع في البلاد.‏

استدامة ‏

وقال ماكوتو أوشيدا، رئيس نيسان ومديرها التنفيذي في ‏سندرلاند "لدينا رؤية... أن تصير نيسان شركة مستدامة تمامًا ‏وأن يكون لأعمالنا تأثير إيجابي على البيئة. .. نؤكد أن ‏طرازين إضافيين جديدين من السيارات الكهربائية سيتم ‏إنتاجهما هنا في المملكة المتحدة (وسوف يكونان) إصدارين ‏مستقبليين من خيرة سيارات نيسان".‏

وأضاف "مع وجود إصدارات كهربائية من موديلاتنا ‏الأوروبية الأساسية في طريقها للتصنيع، فإننا نسرع الخطى ‏نحو عصر جديد لنيسان وقطاع السيارات وعملائنا".‏

أعلن أوشيدا في أيلول (سبتمبر) أنه "لن يكون هناك تراجع" ‏عن خطط المجموعة التي تهدف إلى أن تكون 98 بالمائة من ‏المبيعات الأوروبية عبارة عن سيارات كهربائية بحلول عام ‏‏2027.‏

وتتطلع بريطانيا إلى القيام بدور رائد في إنتاج السيارات ‏الكهربائية مع تحول الشركات والحكومات عن السيارات ‏عالية التلوث.‏

وأكدت حكومة المملكة المتحدة الجمعة أنها منحت تمويلًا ‏بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني لمشروع بحث وتطوير ‏تعاوني للمركبات عديمة الانبعاثات بقيادة شركة نيسان.‏

تصويت بالثقة ‏

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، متحدثاً إلى ‏سكاي نيوز في سندرلاند "هذا أكبر مصنع للسيارات لدينا. ‏مستقبله مُصان ويحمي آلاف الوظائف وينتقل أيضا إلى ‏السيارات الكهربائية الجديدة. إنه تصويت كبير بالثقة في ‏المملكة المتحدة وفي صناعة السيارات لدينا".‏

وأضاف "صار لدينا الآن سجل حافل من الشركات التي تلتزم ‏الواحدة تلو الأخرى بالمملكة المتحدة".‏

ورحبت نقابة عمال المملكة المتحدة "يونايت" وجمعية ‏مصنعي وتجار السيارات (‏SMMT‏) بأخبار الجمعة. وقال ‏مايك هاوز رئيس الجمعية "الإعلان الجديد من نيسان... يؤكد ‏مكانة بريطانيا كموقع تزداد تنافسيته لإنتاج السيارات ‏الكهربائية. إنها أخبار رائعة للشركة وقوتها العاملة والمنطقة ‏وسلسلة التوريد في المملكة المتحدة والتي ستدفع النمو ‏الاقتصادي وإزالة الكربون في جميع أنحاء المملكة المتحدة".‏

كان وزير المالية جيريمي هانت قد تعهد الأربعاء في نسخة ‏محدثة لميزانيته باستثمار 4,5 مليار جنيه إسترليني في ‏القطاعات الإستراتيجية بما في ذلك صناعة السيارات.‏

أهداف صفرية ‏

ومع ذلك، في وقت سابق من هذا العام، خفف سوناك ‏السياسات الرامية إلى الوصول إلى صافي انبعاثات كربونية ‏صفرية بحلول عام 2050، لكنه أصر على أنه ليس بصدد ‏إبطاء الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ.‏

وتضمّنت هذه الخطوة تأجيل الحظر المفروض على بيع ‏سيارات البنزين والديزل من عام 2030 إلى عام 2035، مما ‏أثار انتقادات من المشرعين المعارضين ونشطاء البيئة.‏

وما زال هذا يعني أن قطاع تصنيع السيارات المملوك ‏لرساميل أجنبية إلى حد كبير في البلاد يجب أن يتحوّل إلى ‏إنتاج سيارات كهربائية بالكامل.‏

وكانت نيسان قد ذكرت سابقا أن خروج بريطانيا من الاتحاد ‏الأوروبي بدون اتفاق سيهدد موقع سندرلاند، لكنها التزمت ‏بالإبقاء عليه بعد أن وافقت الحكومة على توقيع اتفاق تجاري.‏

وحذرت جمعية مصنعي وتجار السيارات من أن شركات ‏صناعة السيارات ستواجه قريباً زيادة كبيرة بنسبة 10 بالمئة ‏في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية التي تعبر ‏القناة.‏

خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2021 بعد ‏التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة في اللحظات الأخيرة ألغت ‏الرسوم الجمركية على السيارات. لكن بموجب الاتفاق، ‏واعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) 2024، يجب أن ‏تكون 45 بالمئة على الأقل من قيمة قطع غيار السيارات من ‏بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي حتى يتم إعفاؤها من الرسوم ‏الجمركية.‏

وهذا يؤثر على شركات صناعة السيارات الكهربائية لأن ‏بطارياتها غالبا ما تأتي من الصين، على الرغم من الجهود ‏التي تبذلها المملكة المتحدة لإقامة مصانع إنتاج محلية.‏

المصدر: "المصدر: أ ف ب"