جنوب لبنان... كنز الطبيعة والآثار من الفينيقيين إلى فخر الدين

على رغم الضوء المسلّط حالياً على جنوب لبنان بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وامتداداتها شمالاً، إلّا أنّ لبنان الجنوبي دائماً ما جذب الأنظار بأماكن سياحية عريقة تُخلّد توافد حضاراتٍ عديدة لبلاد الشام على مرّ تاريخها.

ويجمع الجنوب بين أسواق تراثية ومواقع طبيعية خلاّبة متنوعة من الشواطئ الساحرة والجبال الشاهقة والغابات الكثيفة والمحميات الأندر والأكبر عربياً، ومن أبرزها:

القلعة البحرية في صيدا

هي قلعة صغيرة تقع على الطريق الرئيسي لصيدا، ويرجع تاريخ بنائها الأول للحملات الصليبية على المنطقة خلال القرن 13 قبل أن يتمّ تدميرها ويُعاد بناؤها للمرّة الثانية خلال القرن 15، تتميّز بطرازٍ معماري حجري عتيق ورائع، إلاّ أنّ موقعها على ساحل البحر المتوسط هو ما جعلها الأهم بين معالم صيدا، ووضعها على قائمة أماكن سياحية في جنوب لبنان الأولى بالزيارة، بفضل النظرة البانوراميه الساحرة التي تخلقها للمدينة من أعلى.

خان الفرنج

من أشهر مواقع مدينة صيدا التراثية، حيث يمكن تسوق عشرات القطع من الهدايا التذكارية الرائعة والمُتّقنة الصنع والتي تُجسّد عن حق الثقافة والتراث العريق لمنطقة الجنوب اللبناني، حيث تعتمد جميع المنتجات المباعة بالخان على الصناعة اليدوية لأهل المنطقة، كما يمكن حضور مهرجان الفنون الذي ينظّمه الخان سنويًا في الصيف. يرجع تاريخ السوق للقرن 17، حين أسسه الأمير فخر الدين خلال فترة حكمه لصيدا، ولا يزال يحتفظ بطرازه الأثري المستمد من الثقافة المعمارية العربية والإسلامية، والتي تتميّز بأبوابها المقوّسة، والأروقة الواسعة، والفناء الكبير الذي يتخذ هيئة المثلث بالخان وتُزيّنه نافورة رائعة.

شاطىء صور

أحد أجمل الأماكن السياحية في جنوب لبنان للتنزه وممارسة الرياضات المُتنوعة والحصول على لقطاتٍ فوتوغرافية لا تُضاهى، لكونه الشاطئ العام الأكبر والأنظف في صور.

يُعدّ شاطئ صور وجهةً مثالية للسباحة والتشمس والتنزّه بصحبة العائلة والأطفال، بين عشراتٍ من المطاعم الممتدة بطوله، والتي تطل على البحر الصافي والرمال الناعمة ومنظر المنارة الأخّاذ.

معبد إشمون

يُعدّ معبد إشمون من أهم الاماكن السياحية في مدينة صيدا والمُوصى بزيارتها، لكونه المعلم الوحيد المُوثّق لعصر الحضارة الفينيقية في لبنان. يرجع تاريخ المعبد للقرن 7 قبل الميلاد، وقد اكتسب اسمه وشهرته من الإله إشمون إله صيدا، ويتمتع ببناء ومعمار حجري بسيط، وكانت أهميته سبباً لاستقطاب عدد من المعالم البيزنطية والرومانية الأثرية إلى جواره.

آثار صور

موقع أثري مُصنّف ضمن إحدى أهم مناطق سياحية في جنوب لبنان- صور، نظراً لتاريخه العتيق والعريق العائد لعهد الحضارة الرومانية في لبنان. ويضمّ الموقع الذي يحمل أيضًا اسم آثار صور، العديد من المعالم مثل معبد جنائزي، توابيت ومقابر مُزخرفة، وقنطرة، وطريق روماني، وميدان لسباقات الخيل يتسع لنحو 20 ألف مُتفرج.

محمية بكاسين 

بكاسين هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء جزين في محافظة الجنوب، تعلو عن سطح البحر بمعدّل 800 متر. تتميّز هذه القرية بطبيعتها الخلاّبة، إذ أنّها محاطة بغابة الصنوبر، التي تُعدّ من أهم معالم القرية التي تجذب السياح إليها، وتلعب دوراً مهمّاً في الاقتصاد الريفي وتوفّر فرصاً اقتصادية عالية من خلال جني الصنوبر، كما تحوي الغابة تنوّعاً بيولوجياً غنياً من النباتات العطرية والطبية.

القلعة الشهابية

القلعة الشهابية او السرايا الشهابية هي قلعة أثرية تقع في مدينة حاصبيا الجنوبية. بُنيت في الأصل على يد الصليبيين في القرن 12 ميلادي، وقد تضرّرت مرات عدة وأُعيد ترميمها على يد الشهابيين. صنّفت مديرية الآثار القلعة الشهابية على أنّها قلعة أثرية منذ أيام فؤاد شهاب، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع من إهمالها كونها تعدّ أملاكاً خاصة، فلا تزال عائلات من آل شهاب تسكن فيها وتملكها كاملاً.

الناقورة

تُعدّ الناقورة واحدة من أجمل المدن الساحلية ذات الطبيعة الصخرية في جنوب لبنان. كانت الناقورة في لبنان مركزاً للتجارة وتبادل البضائع بين حضارات بلاد الشام ومصر، ومركزاً لعبور القوافل التجارية، وهي اليوم واحدة من أكبر الوجهات السياحية في لبنان.

قلعة الشقيف

تعدّ قلعة الشقيف من قلاع جنوب لبنان الجميلة والمميزة بموقعها، وهندستها وتصميمها. نظراً لموقعها المميز على قمّة تشرف على المنطقة من الجهات كلها. شهدت القلعة أحداثاً تاريخية مختلفة بدأت مع العصور القديمة وانتهت بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

المصدر: "المصدر: النهار العربي"