مزيجٌ قديم من أهم الآثار المسيحية والإسلامية في غزّة... تحت الخطر

تخضع مدينة غزة في فلسطين، إحدى أقدم المدن في العالم، لهجوم عنيف من قِبل الحكومة الإسرائيليّة الّتي أعلنت حرباً مفتوحةً عليها أخيراً، حاصدة آلاف الأرواح والإصابات، مع تدمير الكثير من معالم المدينة التي تُعدّ من بين الأقدم في العالم (3300 قبل الميلاد)، ما يزيد القلق من محو معالم أثرية وتراثية كثيرة فيها، من أبرزها:

قصر الباشا

من أهمّ الأماكن التاريخية المقدّسة في غزّة، وهو حصن قديم تمّ تحويله إلى المتحف الأثري العام الوحيد. تمّ بناؤه من قِبل السلطان المملوكي في القرن الثالث عشر، واستُخدم كمقرّ للشرطة ومدرسة للبنات ومتحف من قِبل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.

حمّام السمارة

حمّام على الطراز التركي في حيّ الزيتون في مدينة غزة. هذا الحمّام هو موطن الطائفة السامرية، وهي فرع قديم من اليهودية. تمّ تجديده عام 1320 ميلادياً، ويتميز ببلاط رخامي وأسقف مقوّسة ونوافذ من الزجاج الملون، مما يوفّر ملاذًا فريدًا للزوار.

كنيسة القدّيس بورفيريوس

توجد كنيسة القديس بورفيريوس، وهي أرثوذكسية شرقية، في حي الزيتون في مدينة غزة، شهادة على التاريخ الغني للمنطقة. سُمّيت الكنيسة نسبةً إلى القديس بورفيريوس الذي دُفن فيها بالزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة. ويعود تاريخ البناء الأصلي للكنيسة إلى عام 425 فوق معبد وثني خشبي يعود لحقبة سابقة.

وأما البناء الحديث فشيّده الصليبيون في خمسينات أو ستينات القرن الحادي عشر، وأهدوها إلى القديس بورفيريوس. وتُظهر السجلات من القرن الخامس عشر أنّ تكريس الكنيسة كان أيضًا بمثابة شهادة للسيدة العذراء. تمّ تجديد الكنيسة في العام 1856 لكنها تحتوي بعض الأفاريز والقواعد التي تعود إلى الفترة الصليبية. وتُعتبر الكنيسة الأصلية ثالث أقدم كنيسة في العالم.

مسجد غزّة الكبير

يقع مسجد غزة الكبير بالقرب من المسجد العمري، وهو أقدم مسجد في قطاع غزة وما زال يُستخدم يومياً. يُعتقد أنّ الموقع كان في البداية معبدًا فلسطينيًا، تلته كنيسة بيزنطية، وبعد الفتح الإسلامي لغزة في القرن السابع أصبح مسجدًا، تمّ تجديده مرات عدة على مرّ القرون منذ ذلك الحين.

دير القدّيس هيلاريون

دير القديس هيلاريون هو أقدم وأكبر الآثار المسيحية المعروفة في غزة. يقع هذا الدير في منطقة تُسمّى تلّ أم عامر بالقرب من النصيرات وسط غزة. يُقال إنّ هيلاريون مؤسّس الرهبنة الفلسطينية بنى هذا الدير حوالى عام 300 بعد الميلاد، ثمّ على مدى القرون، من أواخر الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الأموية، تمّ بناء كنائس مختلفة هناك. وتضمنت الأديرة المتنوعة أرضيات من الفسيفساء والرخام، ومجمعًا للمعمودية، وسردابًا كبيرًا، وأكثر من 120 غرفة لإيواء الكهنة والزوار، بالإضافة إلى الحمامات، والمطبخ، وقاعة الطعام، ومعصرة القمح والعنب.

وتتمتع غزّة بتاريخ غني يعود إلى الفراعنة والفينيقيين والفلسطينيين والكنعانيين والآشوريين والمغول والبيزنطيين والإسكندر الأكبر والرومان والفرس والعثمانيين والبريطانيين.

المصدر: "المصدر: النهار العربي"